ابو العطا و شهداء غزة "27" حكايات لم تكتمل واحلام لم تتحقق

ابو العطا و شهداء غزة "27"  حكايات لم تكتمل واحلام لم تتحقق


فلسطين / قطاع غزة / حنان الريفي
ما بين قصف لا زال مستمرا حتي كتابة هذه المادة وتهديد باجتياح بري لقطاع غزة ، وما بين تأملات بالتهدئة وعودة الحياة لطبيعتها ، يتساقط الابرياء شهداء وينام الاطفال في احضان اباءهم  ليلاً ليستيقظوا أيتاما نهاراً،  فغزة تصبح وتمسى  بين لحظات قابعة تحت القصف وقتل الابرياء والدمار للجميع .
ورغم كل الموت المحاط بنا كفلسطينيين ، الا اننا نحب الحياة ، فقد مات بهاء ابو العطا لكي يولد بعد ساعات لابن شقيقه طفل ويطلق عليه بهاء .
اشتعلت الارض في قطاع غزة يوم 11/11/2019 باغتيال القائد  في حركة  الجهاد الاسلامي بهاء ابو العطا  مع زوجته  في حي الشجاعية شرق قطاع غزة ، كانت عملية متقنة ، طائرة صغيرة الحجم ترصد المنطقة لمدة ثلاثة ايام ، حلقت الطائرة من  طراز "كواد كابتر" قبل اغتيال ابو العطا ثم اقتربت من شرفة المنزل المطلة  لغرفته ودخلتها لتلتقط له صور داخلها ومن ثم اطلقت قنابل يدوية داخلها  بعد التأكد من وجود ابو العطا بداخل الغرفة ،ومن ثم اطلقت طائرة احتلال اسرائيلية حربية صاروخين بشكل مباشر ادي الي استشهاد ابو العطا مع زوجته  التي كانت تردد مازحة دائما زوجها " انا وين ما تروح معك مش ح اتركك " تاركه خلفها اطفال في لحظة اصبحوا ايتام الابوين .
ليان طفلة ابو العطا  انسابت دموعها على خديها  تبكي والديها وتجمدت ملامحها من صدمة الفراق تتمسك بنعش والدها صارخة " بدي ابويا ، المجرمين الارهابين حرموني من الفرحة ، ابوي قليل ما بنشوفه وعدني يحضر معي عيد ميلادي ، بس قبل ما افرح المجرمين اخدوه مع امي "
مشاهد البكاء والعويل  في كل مكان ، امهات ثكلي وزوجات شابات لم يشعروا بالفرحة الا قليلا ، امير واسلام ووالدهم رافت عياد استشهدا امام المنزل دون أي ذنب سواءٍ انهم فلسطينيين، امير كان مرتدي حقيبة منزله بعد ان ذهب للمدرسة ليحضر " كراسته " ، أمير طالبا وليس ارهابيا ، تجري والدته المطلقة  بين اروقة مستشفى الشفاء متجه الي ثلاجة الموتى تحاول ان تراه بعد ان فقدته منذ يومين  ليعود الي حضانة ابيه بعد بلوغه السن القانوني ليعود لها شهيدا ، تلك الام تبكي ابنها امير والام الأخرى تبكي ابنها اسلام وزوجها رافت .
اصوات الصواريخ تسقط في كل مكان على الارواح الامنة في قطاع غزة ، فلا احد معصوم  من الموت والناس ارهقت من كثرة الدماء ، ما بين الحين والاخر تتمنى العيش بحرية ، فلا يوجد احتلال في العالم سواء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين .
اصبح كل هم الناس هنا ان تنتهى الحرب سريعا لكي لا نخسر عددا اكبر من الشهداء ، يومين وتزايد العدد لأكثر من "27" شهيدا لكل منهم حكاية لم تكتمل وحُلم لم يتحقق .
الشهيد ابراهيم الضابوس عريس فرحته لا زالت في قلب عروسته  ، تبكيه زوجته  قائلة " يا حبيبي لمين راح تتركني، شو عملوا فيك " ووالده الذي كسر كل المستحيلات لكي يأتي من مصر فالمحظوظ من يستطع الوصول بعد يومين او ثلاثة لقطاع غزة،   لكي يودع ابنه وهو منهار ودموع الرجال نهر على خديه .
وحكاية عريسنا عبد الله البلبيسي لم تكتمل فهو عريس منذ شهرين ايضا ، تهز جثمانه زوجته وتبكي بحرقة " ليش تركتني لحالي يا حبيبي ، ما تواعدنا نكمل سوا الطريق ، ادفنوني معه ما بقدر اكمل بدونه " .
لكل من شهداءنا حكاية حاول الاطباء مساعدتهم على اكمالها ولكم ارادة الله ان تكتمل في السماء .

التعليقات

علِّق