إيقاف المسؤول عن الصيانة بمستشفى جندوبة : أرادوه كبش فداء فهل هو وحده المسؤول عن الحالة التعيسة للمستشفى ؟
إثر الكارثة التي شهدها مستشفى جندوبة قرر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بجندوبة المتعهّد بالبحث في ملف قضية وفاة الطبيب المقيم بمستشفى جندوبة بدر الدين العلوي الاحتفاظ بالمسؤول عن الصيانة بالمستشفى على ذمة الأبحاث في انتظار استكمال التحقيقات في ملف القضية عبر مواصلة استنطاق أطراف أخرى بالمستشفى لها علاقة بالحادثة وإحالة نتائج تلك التحقيقات على أنظاره لاحقا حتى يتمكّن من اتّخاذ القرارات اللازمة وتحديد المسؤولين عن الواقعة.
ويبدو أننا ( كالعادة ) ما زلنا نذهب مباشرة إلى " الحمار القصير" ( مع الإعتذار عن العبارة ) الذي لا خوف منه فنركبه ونتوكّل على الله. فالكارثة التي أودت بحياة طبيب شاب لا نعتقد أن المسؤول عن الصيانة هو وحده المسؤول عنها . قد يكون ذلك صحيحا لو أن الإدارة طلبت منها مثلا أن يتعهّد بالمصعد فرفض ما طلب منه . ولا شكّ أن إدارة المستشفى والإدارة الجهوية للصحة في مقدّمة المسؤولين عمّا حدث . وقد أكّد الطرف النقابي بالمستشفى المذكور منذ حين على قناة الحوار التونسي أن كافة الأطراف المعنية في المقام الأول كانت منذ مدة طويلة على علم بكل الخور الموجود بمستشفى جندوبة وليست حالة المصعد فقط. وعلى هذا الأساس لماذا نترك المسؤولين الحقيقيين أحرارا ونحبس آخر أو " أصغر " مسؤول فيهم عمّا حدث هذا إذا اعتبرنا أنه مسؤول فعلا عن الكارثة ؟؟؟.
إن المسألة تكاد تكون نسخة مطابقة للأصل كلّما حصلت كارثة ببلادنا : نحتفظ بأصغر وأضعف الأطراف ونترك الحيتان الأخرى ترتع ... لتقترف كوارث أخرى ولا أحد يراقب أو يحاسب .
وأختم بجملة مهمّة جدا قالها العميد المتقاعد " خليفة الشيباني " منذ قليل على نفس القناة : لقد كان مستشفى جندوبة في التسعينات مستشفى جامعيّا أما اليوم فقد ارتقى إلى رتبة مستشفى.
ج - م
التعليقات
علِّق