إيبِاإي (التوأم) في مهرجان الحمامات الدولي.. أكثر من لون موسيقي على ركح واحد
ضمن فلسفة مهرجان الحمامات الدولي التي تقوم على التجريب والاكتشافات وفسح المجال أمام الفنانين الحاملين لمشاريع مختلفة يتنزل عرض إيبِاإي (التوأم) الذي جمع بين الموسيقى والغناء والرقص والرؤية الركحية.
وقد كان الجمهور على موعد مع تلوينات موسيقية مختلفة تتماهى فيها عناصر اليوروبا وموسيقى الجاز والموسيقات التقليدية والسول والأر أن بي والداون تمبو والهيبهوب وكلمات تنهل من حياة التوأم الذي يعبر عما يختلج داخلهما عبر الفن.
وهذا الثنائي الموسيقي الفرنسي يعتز بجذوره الضاربة في أكثر من بلد منها تونس فجدته لأبيه تونسية، يحرص على أن يضمن خلفياته المتنوعة في موسيقاه من ذلك اسمهما الذي يأتي بلغة اليوروبا.
ثقافات مختلفة نثرها التوأم على الركح ورقص على إيقاعها وأرقص الجمهور الذي ردد معه أغانيهما الجديدة منها والقديمة، أغانيَ بالإنجليزية والفرنسية والاسبانية واليوروبا أدتها الأختان التوأم بفيض من الإحساس يحاكي قصصها النابعة مما تعايشانه.
وصاحب الأختان على الركح عازفان شاركاهما العزف والغناء والرقص أحيانا في أجواء تحاكي صخب الإيقاعات وانسيابيتها وتشبه ثراء التجربة الموسيقية للتوأم الذي شرع أبواب عوالم موسيقية مختلفة على الركح.
وإلى جانب الطاقة التي سربها الثنائي ومرافقيهما على الركح غناء ورقصا وعزفا، تعتبر الإضاءة من النقاط اللافتة في العرض إذ تمثل الخيط الناظم بين تفاصيله فحركة الضوء تعلن في كل مرة عن ميلاد أغنية جديدة على الركح كما أنها تتخفى وتتبدى وفق نسق الموسيقى والرقص.
حالة من التناغم والانسجام بين التوأم الذي يتعاطى مع الموسيقى على اعتبارها مقدّسا بدت على الركح وتسللت إلى الجمهور الذي انغمس معهما في رحلة فنية حسية عززها فضاء العرض.
ولم تخف الأختان انبهارهما بركح مهرجان الحمامات الدولي الذي يغنيان فيه تحت سماء مفتوحة حذو البحر وسعادتها بالغناء لأول مرة في تونس، وفق تعبيرهما.
كما أعربتا عن تأثرهما بالغناء في تونس بلد جدتهما التي كانت حاضرة في المدارج وأعلنتا أنهما ستغنيان عن الحب كما غازلتا الجمهور الذي تفاعل معهما في أكثر من مناسبة..
عن الحب بمختلف تجلياته، عن مسارات الحياة بحلوها ومرها، وعن سبل الشفاء بما في ذلك البكاء غنى الثنائي واهتزت الخشبة تحت أقدامه في عرض قوامه الأخوة والاختلاف والتنوع.
وبعد عرض "إيباإي" يكون جمهور مهرجان الحمامات الدولي على موعد مع عرض "كيني غاريت- أصوات الأسلاف" (21 جويلية).
التعليقات
علِّق