إلى وزير النقل : إما " غلّطوك " وإما إنك تعيش في كوكب آخر‎

إلى وزير النقل : إما " غلّطوك " وإما إنك تعيش في كوكب آخر‎

 

ما زالت تلك الصور التي نشرت أمس عن " تحويسة " وزير النقل بواسطة " الكار الصفراء " تثير ردود الفعل المختلفة وتلهب مواقع التواصل الإجتماعي . ودون الدخول في متاهات تلك التعليقات نريد أن نتوجّه بكلمات مختصرة إلى وزير النقل محمود بن رمضان لنسأل أوّلا : هل أنت مقتنع  في سرّك قبل جهرك بأن ما وجدته أنت داخل الحافلة من " فراغ " وهدوء وراحة واستحمام  موجود فعلا على أرض الواقع ؟. وبما أننا لا ننتظر إجابة عن هذا السؤال الإستنكاري في الواقع فإننا نؤكّد أحد أمرين : إما أنهم " غلّطوك " وهذه عادتهم وطبيعتهم وإما أنك تعيش على أرض كوكب آخر لا علاقة له بكوكب الأرض وبتونس العجائب بالتحديد . أما من ناحية  "غلّطوك " التي قالها بن علي قبلك ولم تنفع فأنا أعرف جيّدا أن ذلك من صلب " خدمتهم " وإن كنت لا تذكر سيدي الوزير زيارتك لمحطة المترو بساحة برشلونة  منذ حوالي 3 أشهر فأنا أذكر. ففي ذلك اليوم تحلّق حولك جمع من مسؤولي نقل تونس المنافقين وانطلقوا في تزييف الحقائق وإلقاء مسؤولية  " الخدمات الحموم " على عاتق الآخرين وبدؤوا  " يسرسطون " لك ما حفظوا من اللغة الخشبية من نوع : " تملك الشركة أسطولا من عربات المترو بعدد كذا وكذا  تقوم بتأمين كذا وكذا من السفرات في اليوم بتواتر 10 دقائق بين السفرة والأخرى ..." إلى غير ذلك من  " البلّوط " الذي نعرفه لأننا ألفناه ولا تعرفه لأنك لم تتعوّد عليه مثلنا ولأنك لا تعرف أن هناك من المحيطين بك من هو مرشّح لنيل جائزة " نوبل " في الكذب والنفاق والتجميل وتزييف الحقائق ...  ولعلّك تذكر أن مواطنا اخترق الزحام في ذلك اليوم وقال لك أمام الجميع : لا تصدّقهم سيدي الوزير فكل ما يقولون مجرّد هراء وخيال ... وها نحن  معا هنا فإذا وصل " مترو " واحد إلى المحطّة قبل نصف ساعة على الأقل أعدموني في ساحة عمومية أمام العالم كلّه بمن فيه هؤلاء ... وأذكر أنّك بقيت تنتظر معنا وأن أول " مترو " شرّفنا بالوصول جاء بعد 35 دقيقة بالضبط رغم كافة " التليفونات اللي خدمت " قبل وصوله .
وبما أنني لم أعدم في ساحة عمومية ها أنا أعود إليك مرّة أخرى لأقول لك نفس الكلام الذي قلته أمامهم . فالواقع المرير التعيس الأليم الذي يعانيه ملايين التونسيين يوميا ليس ذلك الواقع المزيّف الذي نقلوه لك بالأمس . وحتى لا أطيل عليك أدعوك فقط إلى متابعة تقوم بها بنفسك  بعد أن تختار بالصدفة أو بالقرعة خطا من خطوط المترو وخطا من خطوط الحافلة الصفراء على أن تكون في سيارتك دون أن ينتبه إليك أحد فتراقب وتلاحظ من بعيد . ولو أنك تفعل ذلك أنا متأكّد من أنك لن تزيد معنا في تونس  ثانية واحدة وأنك ستسافر فورا إلى الدنمارك مثلا لتستقرّ هناك فترتاح من عذاب الضمير .

جمال المالكي

التعليقات

علِّق