إلى لسعد اليعقوبي : لولا " عرّة الصحافة " ما كان أحد يعرفك ولا مفرّ لك من الإعتذار للشرفاء

إلى لسعد اليعقوبي : لولا " عرّة الصحافة " ما كان أحد يعرفك  ولا مفرّ لك من الإعتذار للشرفاء


في لحظة من  " التخمّر" وقلّة المسؤولية  قال  الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي إن الصحافة التونسية  " عرّة الصحافة في العالم "  لا لشيء إلا لأن البعض وجّه له  لوما شديدا أو نقدا لاذعا هذه الأيام وسط الجدل القائم  بين النقابة  والحكومة  حول أزمة التعليم الثانوي .
وممّا لا شك فيه أن اليعقوبي نسي في لحظة أفضال الصحافة التونسية عليه وعلى غيره ممّن كانوا نكرات وكانوا يخافون حتى من الحديث قرب جدران صمّاء  لأنهم يعتقدون أن لها آذانا قد تنقل ما يقولون إلى " السلطان " فينالهم ما قد ينالهم . اليعقوبي ارتكب خطأ لا يغتفر وهو أنه وضع جميع الصحافيين في سلّة واحدة وأصدر عليهم حكما واحدا  وهو أنه عار على الصحافة في العالم . قد يكون بل من الأكيد أن له  بعضا من الحق باعتبار أن صحافتنا تجمع اليوم بين الغث والسمين وبين التفاهة والحقارة  لكن ذلك لا يجيز التعميم بأي حال من الأحوال . صحيح أن في صحافتنا اليوم كوارث  مدمّرة ترتع مثلما تريد وتخدم مصالح لم تعد تخفى على أحد لكن في المقابل ما زال في  صحافتنا  شرفاء وشريفات لا تهزّهم مغريات ولا يبيعون مبادئهم ولو عرضت عليهم مئات الآلاف من المليارات . وإذ يعمد بعضهم إلى مهاجمة اليعقوبي أو النقابة أو اتحاد الشغل فإن ذلك لا يعطي لليعقوبي " حقّ " شتم البقية والتقليل من شأنهم  بأي شكل من الأشكال .
ولا شكّ في أن اليعقوبي يدرك الآن جسامة الخطأ الذي ارتكبه وربما ما يشفع له قليلا  ( من وجهة نظري الخاصة على الأقل ) أنه ينتمي إلى منظمة عريقة ومناضلة  يجعلنا تاريخها نتغاضى شيئا ما عن " خطايا " المنتسبين إليها . ورغم ذلك فإن أبسط ما يجب على اليعقوبي أن يقوم بها فورا هو الاعتذار للصحافيين والصحافيات الشرفاء  ولا مفرّ من هذا الاعتذار إذا أراد حفظ ماء وجهه والحفاظ على البعض من احترام قد يفقده إلى الأبد إذا ما أصرّ على هذا العناد  الذي يرتقي إلى درجة الغرور والتهوّر.
جمال المالكي

التعليقات

علِّق