إلى أعوان الصحة المضربين : هذا حقّكم وهذا " عيب " عليكم‎

إلى أعوان الصحة المضربين : هذا حقّكم وهذا " عيب " عليكم‎

 

يبدو أن الإضراب أصبح كشربة الماء  التي لا شيء أسهل منها في هذه البلاد . وبالتوازي مع الإقرار  بأن الإضراب حق دستوري  وبقطع النظر عن المطالب التي يرفعها  أعوان الصحة العمومية المضربون هذا اليوم  فإن ما حصل في بعض المؤسسات الصحية فضيحة بأتم معنى الكلمة  ووصمة عار كبيرة  لا تشرّف القطاع الذي نقول منذ الأزل إن بعضه ملائكة رحمة .
وفي مستشفى باجة  على سبيل المثال تحدّث منذ قليل  مواطنون عبر إذاعة  " شمس – أف – أم " وقالوا أشياء تدمي القلوب . أحدهم جاء لنزع ضمّادة من رأسه  حسب موعد مسبّق  فقيل له " غير ممكن ..." ... امرأة أخرى قالت إنها منذ أشهر عدة لا ترى شيئا بعينيها  وإن لها موعدا اليوم  كي يقوم الطبيب بتركيب عدستين عسى أن تبصر بعينيها فقالوا لها عودي مرة أخرى ولا أحد يعرف متى ستكون هذه المرة الأخرى علما بأن الموعد المذكور كانت قد أخذته منذ أشهر عديدة قضتها في الحلم والانتظار .
وفي نفس الإطار قال شخص " زوّالي "  إنه لم يقض حاجته اليوم وإنه لا يملك حتى ثمن تذكرة الحافلة حتى يعود في مناسبة أخرى ... وغير هذا طبعا  كثير .
نحن ومثلما قلنا لا نناقش لا مطالب الأعوان ولا حقهم الدستوري في الإضراب ...  لكن نلومهم على أنانيتهم التي جعلتهم ينسون أن في مهنتهم النبيلة   هناك جانب أخلاقي لا يجب أن ينسى وهناك حالات يجب أن تستثنى من مسار الإضراب مهما كانت الظروف والأحوال . لقد كان عليهم أن يضمنوا الحد الأدنى من الخدمات لهؤلاء " الزواولة " الذين يعلم  الله وحده  كيف يتدبّرون أمورهم للذهاب إلى المستشفيات . أما ما عدا هذا فهم أحرار في ما يفعلون 
 

التعليقات

علِّق