إلى أعوان البلديات : إلى متى وأنتم تطالبون وفي نفس الوقت واجباتكم تتجاهلون ؟؟؟

إلى أعوان البلديات : إلى متى وأنتم تطالبون وفي نفس الوقت واجباتكم تتجاهلون ؟؟؟


مثلما  هو معلوم قررت الجامعة العامة للبلديين الدخول في إضراب في كامل ولايات الجمهورية   يومي 4 و 5 نوفمبر الجاري  إثر فشل الجلسة الصلحية  مع  وزارة الشؤون المحلية والبيئة.
أما مطالب البلديين فهي تهمّ خاصة الترفيع في منحة العمل الليلي و منحة الأوساخ   ومراجعة المدونة المهنية لضمان سلامة الأعوان خلال جائحة كورونا  و مراجعة المنشور الخاص بالتمويل العمومي " .
وطبعا فإن كل هذا الكلام جميل ومعقول ولا أحد يعترض عليه . لكن الأجمل منه أن نرى يوما عونا بلديّا واحد أو نقابيّا واحدا يقول لنا نحن المواطنين " إننا آسفون على التقصير في واجباتنا اليوميّة تجاهكم ... آسفون على نزعة " الدلال المفرط " التي أصبحنا نغرق فيها منذ أن تغيرا الأحوال بعد 14 جانفي 2011 وأصبحنا نحصل على النصيب الأوفر من حقوقنا بعد أن عشنا عشرات السنين " الراس تحت الزاورة ... نعمل ونتعب بلا عقود تضمن  أبسط حقوقنا ولا ننطق بحرف واحد خوفنا من أن نطرد بجرّة قلم واحدة ... آسفون على أننا أصبحنا نعمل " على كيفنا " فإذا كان مزاجنا طيّبا عملنا ورفعنا ما أمكن من فضلات ... وإذا أصبح المزاج معكّرا فلا نعمل ولا هم يحزنون ... ولتذهب  أكوام الفضلات إلى الجحيم ... وليذهب المواطنون إلى جهنّم ...".
ولعلّ مختصر الكلام أن أعوان البلدية الذين ساندناهم حتى في عهد بن علي ( والعديد منهم يعرف ذلك بالحجة والدليل ) وساعدناهم على نيل الكثير من حقوقهم المشروعة انقلبوا علينا فجأة فأصبحوا لا يعرفون غير المطالبة ونسوا أن لهم واجبات لا تخصّ المسؤولين الذين قد يكون بعضهم يماطل أو يرفض منحهم حقوقهم بل تخصّنا نحن المواطنين الذين مللنا من هذا الوضع ... وأصبح بعضنا على قناعة مثلا بأن غياب أعوان البلدية وتهاونهم في القيام بواجباتهم بات القاعدة وأن مرورهم بين الحين والآخر هو الإستثناء.
لقد كنّا وما زلنا لسان حال الضعفاء والمظلومين في هذه البلاد وسوف نظلّ كذلك أبد الدهر. لكن في المقابل  نتمنّى أن يفهم الأعوان ونقاباتهم بكل وضوح أن المبالغة في المطالب مقابل التغافل عن القيام بالواجب ضرب من ضروب العبث الذي ندفع نحن ثمنه قبل أي مسؤول قد يذهب في أي وقت فلا الأعوان رابحون ولا نحن رابحون .
ج - م

 

التعليقات

علِّق