إضافة إلى روما وباليرمو : 40 منصبا دبلوماسيا شاغرا في سفارات تونس بالخارج وقنصلياتها
من بين الأسباب التي كانت وراء " الإخفاقات " الحاصلة في حالة الطفلة البالغة 4 سنوات من العمر التي وصلت مثلما نعلم إلى جزيرة " لامبيدوزا " عدم وجود سفير تونسي في روما وقنصل تونسي في باليرمو. فالسفير والقنصل انتهت مهامّهما في إيطاليا ودعيا إل العودة إلى تونس لكن في الأثناء لم يتم إلى حدّ الآن تعويضهما.
ويعتبر الشغور في هذين المنصبين الدبلوماسي والقنصلي أهمية قصوى في وقت تنتشر فيه آفة الهجرة غير النظامية على نطاق غير مسبوق من خلال آلاف التونسيين الذين يرمون بأنفسهم في " قوارب الموت" إضافة إلى المئات ممن لا يصلون. وليس هذا الشغور " حالة معزولة " حيث لم يتم شغل جميع المناصب الدبلوماسية والقنصلية التي تخدم شبه الجزيرة ( إيطاليا ).
وعندما نعلم أن الانتخابات العامة قد أجريت مؤخرا في إيطاليا و مكنت اليمين المتطرف (ما بعد الفاشية ) من الوصول إلى السلطة فإننا ندرك أن هذا الفراغ له آثار ضارة على حالة العلاقات الثنائية والظروف المعيشية للجالية التونسية في هذا البلد.
وفي الوقت الحاضر يوجد حوالي أربعين منصبا دبلوماسيا وقنصليا شاغرا على مستوى رؤساء البعثات. وهي ليست مناصب " ثانوية " أو غير ذات بال إذ نجد منها غياب سفراء في كل من الصين وألمانيا وإفريقيا الجنوبية وتركيا ومالي والبرازيل والكوت ديفوار ونيجيريا واليونان وبولونيا.
وبالإضافة إلى ما سبق انتهت مهام سفرائنا في ما لا يقلّ عن 8 سفارات أخرى منذ سبتمبر الماضي ولم يتم تعويض المغادرين إلى حدّ الآن. ونعني ها سفارات تونس بكل من إيطاليا وبريطانيا وكوريا الجنوبية والسينغال والأردن وكندا وصربيا... بالإضافة إلى الشغور الحاصل منذ فترة في سفارتنا بالمغرب بعد " الأزمة " التي اندلعت بين البلدين بسبب دعوة جبهة البوليزاريو لحضور قمّة بتونس. كما توجد قنصليات بلا قناصل إلى حد اليوم على غرار قنصلياتنا بروما وباليرمو ومونريال وبروكسيل وليون وقرونوبل.
ويرى متابعون أن هذه الشغورات " عادية جدا " على اعتبار أن الحركة الديبلوماسية لم تتم في تونس خلال السنتين الماضيتين 2021 و 2022 بالإضافة إلى عدم تنظيم الندوات السنوية للسفراء والقناصل خلال نفس الفترة .
وبحكم أن لا أحد يعرف أسباب عدم القيام بالحركة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية فإن ذلك يخلق في المقابل حالة من الإحباط لدى موظفي وزارة الخارجية لأن الأمر بالنسبة لهم مسألة ترقية مشروعة داخل السلك الدبلوماسي.
وبحكم أن تونس لطالما كانت فخورة بديبلوماسيتها التي كانت نشطة على المستوى الدولي وجلبت لها صداقات ودعم كبيرين في أنحاء كثيرة من العالم يبدو أن هذا الأمر ما انفكّ يتراجع بشكل لا شك أنه يعجب أحدا.
التعليقات
علِّق