إذاعة المنستير تفجّر قنبلة وإدارة الإذاعة الوطنية تقرر إيقاف المديرة ومدير البرامج ومنشطين اثنين عن العمل ؟

إذاعة المنستير تفجّر قنبلة وإدارة الإذاعة الوطنية تقرر إيقاف المديرة ومدير البرامج ومنشطين اثنين عن العمل ؟

أصدرت الإذاعة  الوطنية التونسية البيان التالي :

إثر بث إذاعة المنستير اليوم الثلاثاء لبرنامج « الرأي والرأي المخالف » الذي  تطرق فيه منشط الحصة ومنشطتها إلى إمكانية تدخل الجيش الوطني لفض الإعتصامات وتطور النقاش إلى حدّ الدعوة إلى تدخل عسكري اعتمادا على تجارب مقارنة في دول أخرى .

و باعتبار الإذاعة التونسية مرفقا عموميا تنصّ مدونة السلوك فيها وميثاق تحريره على الدفاع عن مدنية الدولة التونسية واحترام قيم الجمهورية  فإن ما حصل يعدّ خروجا عن خط تحرير مؤسسة الإذاعة التونسية ومواثيق العمل بها ولذلك تقرر إيقاف مديرة الإذاعة ومسؤول البرمجة ومنشط الحصة ومنشطتها عن العمل إلى حين استكمال التحقيق.

 وقد شكلت الإدارة العامة للإذاعة التونسية لجنة داخلية من الإدارة المركزية تتولى التحقيق في ما حصل وكشف خلفياته وبعدها سيتمّ اتخاذ القرارات الضرورية في هذا المجال وفقا لما تنصّ عليه مدونة السلوك في الإذاعة التونسية وميثاقها التحريري .

ويأتي هذا القرار إثر البرنامج الذي بثته اليوم إذاعة المنستير وفتحت فيه حوارا حول " إمكانية تدخّل الجيش الوطني " في الحياة العامة بدعوى  " إنقاذ البلاد "  مما تردت فيه من أوضاع سيئة جدا.

وفي الحقيقة وبقطع النظر عن قرار الإدارة العامة للإذاعة الوطنية فإن البرنامج أثار طوفانا من ردود الفعل والفعل المعاكس . وقد اعتبر البعض هذا البرنامج وما دار فيه من نقاشات مجرّد أفكار تتجادل لا غير بينما اعتبر شقّ آخر من الناس أنه " دعوة صريحة  إلى قلب نظام الحكم من خلال تدخل الجيش " ... فيما ذهب شقّ ثالث إلى اعتبار أن ما حدث " لا يختلف كثيرا عمّا يقوم به الإرهابيون في الجبال".

وقد انقسمت الآراء  أيضا في الأوساط الصحفية بين مساند ومعارض . وفي هذا الإطار كتب الزميل محمد علي بن الصغير قائلا : " ما طرحه هذا البرنامج وللأسف أصبح يخالج فكر الكثير ممن يذهب كثيرا في الإيمان بالفكر الديمقراطي لأن لا حل يبدو في الأفق لإنقاذ البلاد من براثن العبثية والتطفل على الحكم أو هكذا يتراءى  لهم.. الفرق الوحيد أن المواطن البسيط ليس له إشكال في التصريح بما يخالج صدره ولا يسوؤه طرح هذا السؤال في ظل هذه الفوضى لأنه ببساطة عفوي وصادق... الإشكال الحقيقي في جزء من الطبقة المثقفة الذي يظهر عكس ما يضمر ويتسلح بشعارات الديمقراطية لتكريس أحادية الرأي ونفي التعددية وإقصاء الآخر... الإنسجام مع النفس هو طريق الخلاص... حكمها العسكر أو الفاشيون أو حتى الديمقراطيون... الأمر سيان مادام الحقد والتربص ببعضنا هو سيد الموقف... نحن لم نعش ثورة... بل وهم الثورة... اليوم يجب أن نثور ضد الوهم حتى نحقق الثورة... وكأننا مررنا بخيال الحضارة... وهم الحضارة خلف لدينا عاهة مستديمة... كل ما يحيط بنا أعرج...".

وبقطع النظر عن وجاهة رأي الزميل محمد علي من عدمها فإن السؤال الذي لا بدّ منه هو: لماذا ما زلنا نخاف من طرح المواضيع " الصعبة " ونخاف النقاش فيها  هذا إذا اعتبرنا طبعا أن الطرح في إذاعة المنستير كان من هذه الزاوية وليس من زاوية أخرى تحدّث عنها البعض وندّد بها ورفضها .

ج - م

التعليقات

علِّق