أيام قليلة تفصل التونسيين عن إنطلاق " كابوس " الدورة النيابية الثانية من البرلمان !
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة النيابية الثانية لمجلس نواب الشعب التي تنطلق غرة أكتوبر القادم ، حيث سيتم تجديد هياكل المجلس وتركيبة لجانه القارة والخاصة ومكاتب كتله البرلمانية استعدادا لعمل برلماني أكثر استقرارا .
ويتساءل الشارع التونسي إن كانت الدورة البرلمانية الثانية ستكون " كابوسا " مثل سابقتها وستشهد فصولا " تهريجية " وفوضى وتبادل للعنف وتعطيل الجلسات على غرار الفترة الأولى التي تعتبر أسوأ فترة في تاريخ البرلمان التونسي على مرّ التاريخ وفق عديد المحللين السياسيين والنقّاد .
فالدورة الأولى شهدت تعطيل أكثر من 20 جلسة علنية وإيقاف عديد الجلسات وعديد الإعتصامات داخل قاعة المداولات أو أمام مكتب رئيس البرلمان راشد الغنوشي أو مدير ديوانه المستقيل الحبيب خضر من قبل نواب الدستوري الحرّ بشكل أثار " قرف " السواد الأعظم من الشعب التونسي الذي ملّ تلك الشطحات .
واستغلت عديد الفضائيات تلك الوضعية لنقل عض الجلسات على المباشر وتشويه المشهد السياسي التونسي ، واستغلال التجاذبات لتمرير رسائل المواطن العربي مضمونها بان الديمقراطية التونسية " سيئة " وأن الدكتاتورية هل الحلّ للشعوب العربية .
غير أن الدورة البرلمانية الثانية قد تشهد هدوءا أو " هدنة " سياسية ، لعديد الإعتبارات ، وقد يكون الإستقرار ينبع من خلو الحكومة الحالية من السياسيين والحسابات السياسية وبالتالي قد ينشغل البرلمان لسنّ القوانين والتشريعات بعيدا عن المناكفات السياسية وتصفية الحسابات وتسجيل النقاط بين الكتل البرلمانية .
وسيكون لاستقالة الحبيب خضر من منصب مدير ديوان رئيس البرلمان الأثر الإيجابي في الدورة النيابية الثانية ، بعد أن كان " رأسه " مطلوبا من نواب الدستوري الحرّ ، وبالتالي فلا يوجد اليوم أي مبرّر للعودة للإعتصامات وتعطيل الجلسات .
غير أن الهدوء الذي ستشهده الفترة النيابية الثانية من البرلمان قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة ، إذ يرى بعض المحللين السياسيين بأن المناوشات والتلاسن والفوضى ستعود بمجرد اقتراب الإنتخابات القادمة ، وسيعود معها استعراض العضلات من قبل النواب والقيام بحملاتهم الإنتخابية تحت قبّة البرلمان لاستمالة ناخبيهم وكسب المزيد من الأصوات .
كل تلك القرارت تبقى مجرد "تخمينات " سياسية في انتظار ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة ، سواء ب" توبة " النواب عن الصراعات والفوضى والانصراف للتركيز على دراسة المشاريع والقوانين وخاصة ملف المحكمة الدستورية أو مواصلتهم للعروض التهريجية ...
ش.ش
التعليقات
علِّق