أوروبّا تغرق في المستنقع الأوكراني وأمريكا المستفيد الأكبر..لامفرّ من مزيد دعم كييف

أوروبّا تغرق في المستنقع الأوكراني وأمريكا المستفيد الأكبر..لامفرّ من مزيد دعم كييف

   

بقلم:ريم بالخذيري

بالأمس 4 مارس 2025، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن خطة شاملة لتعزيز الدفاع الأوروبي ضدّ التحرّش الأمريكي وتقديم دعم فوري لأوكرانيا. تتضمن الخطة، التي أُطلق عليها اسم "إعادة تسليح أوروبا"، تخصيص نحو 800 مليار يورو لتعزيز القدرات الدفاعية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مع تخصيص 150 مليار يورو كقروض للدول الأعضاء. تهدف هذه الخطة أيضًا إلى توفير مساعدات فورية لأوكرانيا في ظل التحديات التي تواجهها.     
بالإضافة إلى ذلك، وافق الاتحاد الأوروبي في أكتوبر 2024 على تقديم قرض لأوكرانيا يصل إلى 35 مليار يورو، مضمونًا بأصول روسية مجمدة. يهدف هذا القرض إلى دعم الاقتصاد الأوكراني، تعزيز القدرات العسكرية، وضمان استمرارية عمل شبكة الكهرباء خلال فصل الشتاء. 
يأتي ذلك في ظل قرار الرئيس الأمريكي بإيقاف المساعدات لأوكرانيا و دفع رئيسها لإمضاء معاهدة المعادن التي ستضمن لواشنطن استرداد أكثر بكثير ممّا دفعته لكييف .وهنا تبرز الفلسفة الاقتصادية للإدارة الأمريكية الجديدة التي قوامها لاشيء سيدفع مستقبلا مجانا .وقد تزامنت هذه القرارات مع أعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من عدة دول، بهدف حماية الصناعات الأمريكية وتقليل العجز التجاري. شملت هذه الرسوم:
*المكسيك وكندا: حيث فرضت عليها  رسومًا جمركية بنسبة 25% على صادراتها للولايات المتحدة. وهي خطوة ستؤثر بشكل كبير على اقتصادات البلدين، خاصة في قطاعات مثل صناعة السيارات والزراعة. 
*الصين: تم رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%. ردت الصين بفرض رسوم بنسبة 15% على بعض المنتجات الأمريكية، مما يزيد من التوترات التجارية بين البلدين. 
بالإضافة إلى ذلك، أشار ترامب إلى نيته فرض رسوم جمركية على واردات من الاتحاد الأوروبي في الأسابيع المقبلة، تستهدف صناعات مثل الصلب، الألومنيوم، السيارات، المنتجات الزراعية، والأدوية.
وتبقى الورقة الأوكرانية آخر خيوط العنكبوت التي وجب أن تتشبث بها أوروبا فهي ليست مجرد ساحة حرب، بل هي مفتاح استراتيجي لأوروبا للحفاظ على استقلالها السياسي والاقتصادي والعسكري، خاصة في ظل التحديات القادمة من الولايات المتحدة وروسيا و الصين .وبالتالي عليها تعديل سياساتها و بسرعة كبيرة تجنبا لمزيد من المفاجآت و الاربكات التي قد تحدث .
فإذا تخلّت أوروبا عن أوكرانيا أو فشلت في حمايتها فذلك سيفسح المجال لروسيا لتعزيز نفوذها، وهو ما قد تستغله واشنطن للضغط على الاتحاد الأوروبي في ملفات أخرى مثل التجارة والطاقة.
و البداية  بتقليل الاعتماد الأمني على الولايات المتحدة حيث أن دعم أوكرانيا يُجبر أوروبا على تطوير سياسة دفاعية مستقلة بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.
وهنا نفهم مشاريع مثل "إعادة تسليح أوروبا" والتي تهدف أيضا الى تقليل اعتمادها على حلف الناتو الذي تهيمن عليه واشنطن.
والهدف يبقى اقتصاديا من خلال تحصين السوق الأوروبية من الضغوط الأمريكية من خلال ضخ استثمارات ضخمة في التصنيع العسكري والطاقة.وذلك لتقليل الاعتماد على الصناعات والأسواق الأمريكية، ويعزز مكانتها كقوة اقتصادية مستقلة.
الوضعية الحالية تبدو حرجة و صعبة بالنسبة لأوروبا لكنّ لا حلّ سوى بمزيد الدعم و حشد الحشود و ضخ الأموال للانتصار في هذه الحرب أو الوصول الى سلام مشرّف ومربح لكييف و لأوروبا.
فهذه الحرب كانت ولاتزال و ستبقى اقتصادية ومن سيكسبها سيغنم الكثير و سيكون بيده مفاتيح الأسواق العالمية.

التعليقات

علِّق