أمريكا عاجزة عن تسديد ديونها لصندوق النقد الدولي ..تأثير ذلك على تونس وبقية العالم ؟

أمريكا عاجزة عن تسديد ديونها لصندوق النقد الدولي ..تأثير ذلك على تونس وبقية العالم ؟

بقلم:د.ريم بالخذيري

 

يقول خبراء أن الاقتصاد الأمريكي رغم أنه الأوّل في العالم فهو يتميّز بالهشاشة و غير قادر على تحمّل الصدمات وهو ما تجلىّ في أزمة العقارات في 2008 و في جائحة كورونا . و اليوم  الحكومة الأمريكية  تعاني صعوبات كبيرة  في تسديد ديونها  الداخلية و كذلك الخارجية .

هذا ما أكدته مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا اليوم الأربعاء اذ قالت  إنها واثقة في أن الولايات المتحدة ستتجنب التخلف عن سداد الديون.

فيما أضافت جورجيفا خلال منتدى قطر الاقتصادي الذي نظمته بلومبرج "يخبرنا التاريخ أن الولايات المتحدة ستصارع فكرة التخلف عن السداد... ولكنها ستتوصل للحل في اللحظة الأخيرة، ولدي ثقة في أننا سنرى ذلك مجددا".

وما لايعرفه الكثيرون أن الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ حجم  سجل إجمالي الدين القومي لها، حيث تجاوز 31 تريليون دولار، وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية  في 2022.منها جزء داخلي و آخر خارجي من صندوق النقد الدولي و من اليابان و الصين ودول الخليج .

وهذا يعني أن كل مواطن أمريكي مدين بأكثر من 93000 دولار، وفقاً لحسابات مؤسسة بيتر جي بيترسون.

ومعلوم أن التداين سياسة اقتصادية معتمدة من قبل الحكومة الأمريكية وليس ضرورة وهذا سرّ من أسرار هيمنة الدولار على الأسواق المالية .وتخلّف واشنطن عن سداد أقساط ديونها لصندوق النقد الدولي وهي أقساط ضخمة من شأنه التأثير على آداء الصندوق وربما حرمان دول أخرى من التحصّل على قروض جديدة على غرار تونس.

وفي وقت سابق من هذا الشهر حذّر  صندوق النقد الدولي في تقريره السنوي حول الاقتصاد الأمريكي، من أن الولايات المتحدة تواجه "صدمة خطيرة" إذا لم تقرر رفع سقف ديونها في الوقت المحدد. وقال  الخبراء في صندوق النقد الدولي في هذا التقرير "إن سقف ديون الدولة الفيدرالية ينبغي رفعه سريعا ولا شك لتفادي صدمة خطيرة تصيب الاقتصاد الأمريكي والأسواق المالية الدولية"

وبات واضحا أنّ أزمة الديون واحتمال التخلف عن السداد  التي تعصف بواشنطن ستدفع الولايات المتحدة في النهاية إلى الانهيار في الركود ، ولن ينهار الاقتصاد الأمريكي بمفرده.اذ سرعان ما سيتردد أصداء ذلك  في جميع أنحاء العالم. و قد تجف طلبات المصانع الصينية التي تبيع الإلكترونيات للولايات المتحدة. فيما سيتكبد المستثمرون السويسريون الذين يمتلكون سندات الخزانة الأمريكية خسائر لايمكن تصورها . ولن تكون كبرى  الشركات  في العالم قادرة على استخدام الدولارات كبديل لعملتها المراوغة.

يقول مارك زاندي ، كبير الاقتصاديين في تحليلات وكالة موديز أنه  لن يسلم أي ركن من أركان الاقتصاد العالمي إذا تخلفت الحكومة الأمريكية عن السداد ولم تُحل الأزمة بسرعة.

والمحصّلة أن العالم مقبل على أزمة اقتصادية اذا لم يتمّ تطويق أزمة السداد الأمريكية.

التعليقات

علِّق