أسعار من نار: " صيدليّة " في قلب حيّ شعبي أم " نصبة " لبيع الخضر والغلال ؟

أسعار من نار: " صيدليّة " في قلب حيّ شعبي أم " نصبة " لبيع الخضر والغلال ؟

في قلب أحد الأحياء الشعبية انتصب بائع خضر وغلال ( داخل المحل وخارجه أي على جزء من الطريق العام ) وهو يعرف في الحيّ بأنه " صيدلي " متخصص في بيع الخضر والغلال نظرا إلى الأسعار الخيالية التي يبيع بها سلعه.

وعلى سبيل المثال وحسب ما تبيّنه الصورتان فإن " السيّد الفلفل " يباع عند هذا الصيدلي بسعر 8500 مليم وكأنه مصنوع من ذهب أو قد قام باستيراده من السودان أو الهند أو باكستان. أما " الفقّوس " فسعره مثلما ترون 8600 مليم ولا أحد يعرف لماذا.

ومن باب الفضول سألت أحد أقدم باعة الخضر والغلال في الحي عن سرّ ارتفاع سعر " الفقّوس " بعد أن وجدت أنه يبيع نفس السلعة بسعر 6500 أي بفارق 2100 مليم فقال : " لقد اشتريناه معا هذا الصباح من سوق الجملة بسعر 6000 مليم. ولئن أكتفي أنا بربح 500 مليم فإن ذلك الشخص يبدو غير مقتنع بهذا المبلغ إذ يربح 2100 مليم عن كل كيلوغرام واحد ... أي هامش ربح يفوق 40 بالمائة ".

وعندما قلت في البداية إنه " صيدلي " الحيّ فلست مبالغا في شيء. فكافة الأسعار لدى هذا البائع طالعة إلى السماء ولا سبيل إلى مقارنتها بأسعار أخرى لنفس السلع التي تباع غير بعيد عنه. ويبدو أن الشعب الكريم بات واعيا بأن أسعاره لا يمكن الاقتراب منها أصلا. لذلك لم أر من يشتري من عنده إلا نادرا جدا بالرغم من أنني أمّر من أمام " صيدليّته " أكثر  مرات عديدة كل يوم... فأراه جالسا على كرسي تحت " باراصول " يكاد يغطّ في نوم عميق.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق