أسطولها تهرّأ وتقادم وتآكل : ماذا يفيد الاعتذار يا شركة نقل تونس ؟؟؟

أسطولها تهرّأ وتقادم وتآكل : ماذا يفيد الاعتذار يا شركة نقل تونس ؟؟؟

تكررت في الأيام الأخيرة  " الأعطاب الفنيّة " وتكاثرت بصفة ملحوظة على أغلب عربات المترو الخفيف وعلى كافة الخطوط الستّة تقريبا . ويبدو أن شركة نقل تونس لم تكترث للأمر إلا اليوم حيث توجّهت لحرفائها بالإعتذار  " تبعا لاضطراب الجولان الذي طرأ أمس واليوم على شبكة المترو الخفيف بالعاصمة بسبب تكرر الأعطال الفنية جراء تقادم أسطول العربات "  مشيرة إلى أنّ مصالحها الفنية تعهدت بتجاوز هذه الاشكاليات في أفضل الآجال الممكنة بالتعاون مع المزوّد.

وفي حقيقة الأمر فإن أسطول العربات لم يتقادم فقط بل تهرّأ وأصبح صالحا لكل شيء إلا ليكون وسيلة نقل للأشخاص في ظروف تعيسة أكثر من التعاسة نفسها . فالعربات القديمة يعود تاريخ أول جولانها إلى سنة 1985 ولم يقع منذ تلك السنة تجديدها أو  تجديد البعض منها علما بأن الكثير من المختصين أكدوا مرارا عديدة أن أقصى عمر يمكن أن تعيشه تلك العربات في الخدمة هو 30 عاما فما بالكم وهي تعمل منذ حوالي 36 عاما؟؟؟.

أما العربات الأخرى ( على خطّي منوبة والمروج ) فيعلم القاصي والداني أنها جاءت في صفقة مغشوشة حتى لا نقول شيئا آخر. فتلك العربات ليست مؤهلة للجولان أصلا في بلد مثل تونس إذ هي مصمّمة خصيصا لبلدان أخرى أقلّ حرارة من بلادنا ولا يسمح فيها بتجاوز عدد معيّن من المسافرين بين جالسين وواقفين . أما في تونس فيحشر فيها البشر وكأننا في يوم الدين ... إضافة إلى أنها لا تسمح بالتهوئة اللازمة لأنها مثلما قلنا مصممة لنوعية معينة من الحرفاء وتعمل بمكيفات هواء لا طائل من ورائها إذا حشرنا فيها ذلك العدد من البشر. وقد لاحظنا مليون مرّة أن تلك المكيفات معطّلة على الدوام وأن الناس يتنقّلون مجبرين في " فرن " لكن الشركة لم تكن تسمع أو ترى أو تتكلّم ..بل لنقلها صراحة كانت تسمع وترى وتتكلّم لكنّها لا تفعل شيئا من أجل تحسين خدماتها بالرغم من أنها تزعم دائما أن المواطن هو رأسمالها الحقيقي فيتّضح بالكاشف أم المواطن آخر اهتماماتها وقد يكون خارج تلك الاهتمامات أصلا.

أما وقد اعترفت الشركة بنفسها بأن عربات أسطولها تقادمت وأنها لم تعد تفي حتى بنصف الحاجة فإن عليها أن تجد الحلول في أقرب وقت ممكن وقبل العودة المدرسية التي ستفاقم الوضع فتجد الشركة نفسها عاجزة تماما عن تقديم هذه الخدمات التي من المفروض أن تقدّمها وأن تسعى إلى تحسينها من تلقاء نفسها كل ما اقتضت الضرورة ذلك .

جمال المالكي

التعليقات

علِّق