أسباب إثارة الإرث و التوريث و مقاصد الرئيس ...

أسباب إثارة الإرث و التوريث و مقاصد الرئيس ...

 

بقلم : بولبابة قزبار


منذ توليه رئاسة الجمهورية حرص الرئيس الباجي قائد السبسي أن يترك الحكومة تتصارع مع المشاكل القائمة بدون أن يتدخل مباشرة مبررا موقفه دائما بأن صلوحياته محدودة حسب الدستور.وبذلك لم يورط نفسه في قرارات من شأنها أن تمس من صورته كرئيس للدولة .وبقي ملاحظا على الربوة ينظر لتعفن الأوضاع و إنسداد الرؤية وتراكم الفشل بدون أن يحرك ساكنا إلى أن تغلب العجز على رئيس الحكومة الحبيب الصيد و أقيل من طرف البرلمان بدون رحمة و لا شفقة .هكذا كانت كل الرماح متجهة نحو الحبيب الصيد حتى يبقى رئيس الدولة خارج الفشل أي الخسارة و داخلا في الربح المتمثل في رحيل الحبيب الصيد الذي ، حسب ما يشاع ، لم يمتثل لأوامر العائلة المالكة .و قد هيأ الرئيس منذ مدة خليفة الحبيب الصيد أي يوسف الشاهد الذي كان يعتقد رئيس الدولة بأنه سيكون الخليفة المطيع أي حسب ما يقول دائما : يخدم ورأسه "متبص" .ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن .فأول مبادرة قام بها في تشكيل الحكومة و تشكيل ديوانه هي عدم الرضوخ لأوامر و شهوات نجل الرئيس حافظ قائد السبسي في تعيين أحبائه و أصدقائه .و من هنا إنطلقت المعركة بين الرجلين و أصبح الشاهد بالنسبة للعائلة المالكة شاهد زور ويجب تعبيد طريقه بقشور الموز حتى ينزلق و يعرف نفس المصير الذي عرفه سلفه .فمكث الشاهد و مستشاروه يبحثون عن مخرج لتجاوز الأزمة والإنتصار على خصومه فكانت مقاومة الفساد والفاسدين هي الحل .فانتصر الشاهد على خصومه بفضل تأييد الرأي العام له و صعوده بصفة خيالية في سبر الآراء إلى حد تبويبه لرئاسة الدولة في 2019 . و في المقابل تقهقرت شعبية الرئيس في سبر الآراء إلى الحضيض .و بطبيعة الحال أصبح الشاهد مقلقا بالنسبة للأطراف القريبة منه و البعيدة أيضا.و صار الجميع يبحث عن حل للتقليص من تأثير الشاهد و شعبيته فإقترحوا على الرئيس مخرجا بمناسبة عيد المرأة يحدث جدلا واسعا في البلاد و يجعل الرأي العام منشغلا إلى حد وضع مقاومة الفساد في سلة المهملات و وضع الشاهد في طي النسيان .فكان مقترح المساوات في الإرث بين الرجل والمرأة خلافا لما جاء في النص القرآني .و من مقاصد المقترح كذلك الرفع من شعبية الرئيس التي عرفت تدهورا منقطع النظير.كما أن الرئيس ختم خطابه بالقول : لماذا لا تكون إمرأة في سنة 2019 أي أن ترشيح الشاهد غير وارد .و في ظل الوضع المأسوي الذي تمر به البلاد نشاهد الطبقة الحاكمة منشغلة بصراعات سياسية عائلية لا تنفع البلاد والعباد في شيء بل تزيد في تأزم الأوضاع وعدم القدرة على مواجهتها .مقترح الرئيس لغاية في نفس يعقوب أدخل البلاد في جدل عقيم لا يسمن ولا يغني من جوع و أدخل الفتنة بين الأهل والأقارب والفئات الفكرية و السياسية .فموضوع الإرث والتوريث لم يعد من إهتمامات التونسيين بقطع النظر عن النص القرآني أصبح أغلب الأولياء يوزعون أملاكهم لذريتهم قبل موتهم حسب إحتياجات كل منهم تفاديا للخصام و لمزيد اللحمة بين الإخوة والأخوات .و مهما كان من أمر فبلادنا في حاجة لنا جميعا لإنقاذها مهما كانت خلافاتنا و توجهاتها .و على رئيس الدولة أن يكون رئيس كل التونسيين والتونسيات و أن لا ينساق في تيار دون غيره وأن يضع كما يقول دائما تونس و هيبة الدولة و مصلحة المواطن فوق كل إعتبار .

التعليقات

علِّق