أردوغان لن يكون رئيسا لكل الأتراك هذه المرة والغرب لن يمنحه صكا على بياض..

أردوغان لن يكون رئيسا لكل الأتراك هذه المرة والغرب لن يمنحه صكا على بياض..

بقلم: ريم بالخذيري

باحت الانتخابات التركية يوم أمس الأحد بنتائجها وقد أسفرت على فوز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية جديدة لغاية 2027.

وبالتالي يصنّف أردوغان على أنه أكثر شخصية في التاريخ التركي الحديث تواجدت في السلطة و التي بدأها منذ 1994 رئيسا لبلدية إسطنبول مرورا برئاسة الوزراء عام 2003 إلى عام 2014 فرئيسا لتركيا من ذلك التاريخ.

ويعدّ أردوغان شخصية مثيرة للجدل تعتمد"الشوو" في العمل السياسي وكذلك "الشعبوية" كما أنّه يتخذ من الإسلام وسيلة لممارسة السياسة وهو دوما يراوده حلم إعادة المجد للإمبراطورية العثمانية و يريد أن يلبس ثوب السلطان العثماني وقد نجح في ذلك الى حدّ كبير و انطلت سياسته على الكثيرين في الداخل و الخارج.

أردوغان الذي فاز هذه المرة بصعوبة و اضطرّ لخوض جولة الإعادة لن يكون رئيسا لكلّ الأتراك فحجم المعارضة الداخلية لسياسته أكبر بكثير من التي أفرزها الصندوق فثمة أغلبية صامتة لم تصوّت من المتضررين من سياسته الاقتصادية و الاجتماعية في السنوات الأخيرة .

كما أنّ اتهام منافسه له في الانتخابات الرئاسية ليتشدار أوغلو حينما علّق بالقول أن "حملة انتخابية غير عادلة بيننا وبين المرشح الآخر الذي استفاد من كافة إمكانات الدولة.."

ولايخفى على أحد أن الغرب و خاصة أوروبا ينظرون بكثير من القلق لفوز أردوغان بفترة رئاسية ثانية قد تقوده لرئاسة مدى الحياة وهو ينظر له على أنه شخص خطير و يصفه البعض ب"ديكتاتور أوروبّا".

 ومعلوم أيضا أنه يقف حجر عثرة في طريق محاولات أنقرة مرارا الانضمام الى الاتحاد الأوروبي .وبالتالي قبر الملف نهائيا فتركيا أردوغان لن يتم السماح لها بأن تكون أوروبية .وهي كذلك محل تجاذب حول هويتها الإسلامية و لم تنجح في أن تكون عربية .

هذا فضلا على التمشي الواضح للرئيس التركي بخصوص دعم الإسلام السياسي و جماعة الاخوان المسلمين و الجماعات المتطرفة المنبثقة عنها وهي تشكل تهديدا مستمرا للأمن القومي الأوروبي .بالاضافة الى سلاح المهاجرين و اللاجئين الذي يبتز به أردوغان الدول المجاورة ودول الاتحاد الأوروبي حيث هدّد أكثر من مرة ونفّذ تهديداته في بعض الأحيان بفتح الحدود التركية أمام أكثر من 6ملايين لاجئ للتوجه الى أوروبا.

والمحصّلة أن العلاقة التركية الغربية خلال السنوات القادمة ستشهد مزيدا من التوتر اذ بات واضحا أن الغرب يريد تركيا دون أردوغان  أمّا أردوغان فيريد أن يعامله الغرب كسلطان عثماني ويمنحوه صكاّ على بياض للسيطرة على المناطق التي يخطط لاستعمارها اقتصاديا واغراقها بالسلع التركية.

التعليقات

علِّق