أخبارهما مغلوطة وغير دقيقة قبل وبعد وفاة بن علي : من كان يكذب و " يُدجّل " على التونسيين ؟

أخبارهما مغلوطة وغير دقيقة قبل وبعد وفاة بن علي : من كان يكذب و " يُدجّل " على التونسيين ؟

 

 

مع إعلان وفاة الرئيس السابق زين العابدين بن علي أمس الخميس 19 سبتمبر 2019 عن عمر يناهز 83 سنة بإحدى مستشفيات جدة بالمملكة العربية السعودية ، سارعت وسائل الإعلام للإتصال بمصادر مقربة من الرئيس السابق لمعرفة اللحظات الأخيرة في حياته وموعد ومكان دفنه وعديد المعلومات الأخرى ... وطبعا عدّل الجميع " بوصلتهم " إلى المحامي منير بن صالحة باعتباره ينوب الرئيس السابق ، ثم إلى الفنان كريم الغربي الشهير ب " كادوريم " وهو زوج نسرين بن علي .

لكن التصريحات الأولى لكل من بن صالحة وكادوريم  آتسمت بالتضارب والتباين في المعلومات بشكل جعل الكثير من التونسيين يتساءلون عن حقيقة قربهما من الرئيس السابق .

وبالقيام ب "فلاش باك " نتذكّر جميعا أن المحامي منير بن صالحة كان ينكر دائما تعكّر الحالة الصحية لبن علي وكان يصرّ على أنه في حالة صحية جيدة ولا يعاني من أي مرض خطير ، وهو موقف تبنّاه كادوريم طيلة الأسابيع الأخيرة وكان يصرّ دائما على التأكيد بأن " حماه " في صحة جيّدة حتى رغم انفرادنا بنشر خبر نقل الرئيس السابق إلى إحدى مستشفيات جدة وتدهور حالته الصحية .
أخطاء بن صالحة وكادوريم تواصلت حتى بعد وفاة الرئيس السابق زين العابدين بن علي مساء أميس الخميس ، فبن صالحة أعلن في تصريحات لموزاييك أنّ بن علي كتب مذكراته وأنهاها منذ سنة 2018 وأشار إلى أنّ المذكرات موجودة عند أحد الثقاة ، وكشف أيضا أن بن علي ترك رسائل صوتية موجهة للشعب التونسي سوف تخرج في الإبان وسيتم ذلك بالتشاور مع عائلته المصغرة والموسعة. ، لكن كادوريم نفى وجود أي رسائل صوتية موجهة للشعب التونسي ، وكذّب تصريحات بن صالحة قائلا '' نحن كعائلة لا علم لنا بوجود تسجيل صوتي حتى زوجته وأبناءه الأقرب إليه لا علم لهم بذلك.


التباين الثاني في المعلومات ظهر عند السؤال عن موعد الدفن ، حيث نفى  كادوريم ما يتم تداوله بخصوص دفن بن علي غدا السبت، مشيرا إلى أنّ العائلة بصدد انتظار إنهاء تراتيب الجنازة، وفي انتظار وصول عدد من أفراد عائلته من تونس ومن خارجها لحضور مراسم الجنازة ،  فيما أكد بن صالحة أن بن علي سيوارى الثرى غدا السبت 21 سبتمبر في السعودية وليس اليوم الجمعة  كما أكدته وسائل الإعلام السعودية .

كل تلك المعلومات المغلوطة ترجّح فرضية أن أحد الطرفين كان " يدجّل " على التونسيين ويروج للأكاذيب لغايات ومنافع شخصية و بحثا عن الظهور الإعلامي باعتبار أن  أخبار الرئيس السابق كانت تمثّل " مادّة " إعلامية دسمة ، وهذا ما يعتبر " جريمة " في حق الرئيس السابق إن كانوا يدّعون القرب منه ومغالطة في حق الإعلام والتونسيين .

أمل الداود

التعليقات

علِّق