نذكر مرة أخرى بأن فترة تجميد أموال "زين العابدين بن علي وحاشيته" المهربة لسويسرا تنتهي في جانفي - يناير 2020 أي بعد 3 أشهر وان ما يكتب حاليا في الصحافة السويسرية حول الانتخابات التونسية يمكن أن يكون له تأثير سلبي لاسترجاع هذه الأموال وعلى الديبلوماسية التونسية أن تتحرك بسرعة قبل أن يغلق الملف أسوة بما حصل في الملف المصري السنة الماضية.
لقد أثر تصويت البرلمان التونسي على قانون المصالحة الاقتصادية سلبا على ملف استرجاع الأموال من الخارج والان ومع تزايد الحديث عن التورط في الفساد والتهرب الضريبي طال أحد مرشحي الرئاسة اضافة لتدخل حكومة السيد يوسف لفائدة بعض الأسماء يجعل ما تم بناؤه من ركائز ومؤيدات لاسترجاع هذه الأموال يتضاءل ومطلوب تحرك عاجل حتى لا يغلق الملف.

حاليا عدد الشخصيات المجمدة أموالهم في سويسرا ثمانية أشخاص فقط و7 أشخاص في قوائم الاتحاد الاوروبي– القائمة الأولى كانت تضم 48 شخص - وهي تضم بن علي وأصهاره وحاشيته المقربة ورجال أعمال معروفين . كما أنه من غير الواضح حاليا شكل الإجراءات التي ستتخذها سويسرا في هذا الملف بعد وفاة بن علي الاسبوع الماضي.

وبموجب القانون الفيدرالية السويسرية حول تجميد ورد الأصول غير الشرعية المملوكة لشخصيات أجنبية، فإن مدة تجميد الأصول داخل بنوك سويسرا لا يجب أن تتعدى أربع سنوات، ولكن يحق للحكومة الفدرالية أن تمدد فترة تجميد الأصول عاما اضافيا إذا أبدت حكومات تلك الدول رغبتها في التعاون في إطار المساعدة القانونية المتبادلة مع سويسرا.
مع العلم أن المدة الإجمالية للتجميد الإداري لا تتعدى 10 سنوات. وبذلك يكون عام 2021 نهاية عمر التجميد.

للتذكير فانه في 2011، أصدر مكتب النائب العام السويسري قرار بتجميد 60 مليون فرنك سويسري من أرصدة بن علي وحاشيته – أي حواليي 170 مليارا مليم وهو ما يمثل 5 % من الموازنة العامة للعام الحالي في تونس- وفي 2016-2017 تم إعادة حوالي 4 ملايين يورو إلى تونس. وبذلك يتبقى حوالي 56 مليون فرنك قيد التحقيقات في بنوك سويسرية من أموال حاشية زين العابدين بن علي وزمرته لا تزال مجمدة إداريا في بنوك سويسرية ومن المقرر البت في أمرها خلال 3أشهر من قبل السلطات السويسرية.
ما هو مطلوب ليس فقط المبالغ المجمدة بل كل الأموال المهربة والتي قدرها البنك الدولي بحوالي 10 مليار دولار هي مجمل الأموال التي تم تهريبها للخارج على مدى 23 سنة من حكم زين العابدين بن علي وحاشيته.

أنور الغربي – جينيف