كلمة حق في شخص قيس سعيد
كثر الحديث على شخصية قيس سعيد خصوصا بعد مروره للدور الثاني للإنتخابات الرئاسية.
مازلت اذكر اول محاضرة تلقيتها في كلية العلوم القانونية ، السياسية و الاجتماعية بتونس. كانت يوم 13 سبتمبر 2011 على الساعة الثامنة صباحا في المدرج عدد 14. لقد كانت محاضرة في القانون الدستوري كان قد القاها الاستاذ قيس سعيد.
مازلت اذكر ذلك الانبهار الذي انتابني ذلك اليوم من فصاحته ، صرامته ، استقامته ، ثقافته الموسوعية ، قدرته الفائقة على ادارة الدرس وفرض الانضباط.
في حقيقة الامر هذا الانبهار كان و مازال حالة مشتركة بين جميع الطلبة الذين درسهم على مر الاجيال. فقيس سعيد لم يكن مجرد استاذ بل كان مثالا للشرف ، الضمير ، الاخلاق ، التواضع و التفاني في العمل. لقد كان نصيرا للطلبة محبا لهم فهو مثال للأستاذ الذي يؤدي الواجب بكل امانة و اخلاص. فهو لم يتغيب عن الدرس و لو ليوم واحد. مازلت اذكر كلمته المؤثرة التي القاها بمناسبة احالته على التقاعد بعد اكثر من 30 سنة قضاها استاذا لعديد الاجيال في كليات الحقوق بتونس حيث قال : " في سنة 1999 تركت أبي في سكرات الموت و ذهبت للكلية. لم أعلم كيف قطعت الطريق من البيت إلى الكلية، كانت ليلة طويلة لم أنم خلالها و بقيت مستيقظا. كان أبي في سكرات الموت لكني لم أتغيب لأن الطالب أمانة و لأني يجب أن ألبي تلك الأمانة، ألقيت درسي و عدت الى المنزل ليفارق أبي - رحمه الله - الحياة بعد الساعة و ربع الساعة، الطالب أمانة، الطالب أمانة، الطالب أمانة. أنتم درع المستقبل، أنتم سيف الدولة المسلول".
قيس سعيد كان محبوبا و محترما من كافة الطلبة ، الاساتذة و العملة بكلية العلوم القانونية ، السياسية و الاجتماعية بتونس. فقد كان صوتا يصدح بالحق اذا ما سكتت كل الافواه. يقف الى جانب كل من طلب عونه. يكفي ان تنطق باسمه حتى تنهال عبارات الشكر و الامتنان. فهو رجل استثنائي لذلك كانت محبتنا له استثنائية. لذلك فانا لا استغرب اليوم هذه الثقة الكبيرة التي منحها الشعب للأستاذ قيس سعيد حتى رأى فيه صورة رئيسه القادم لأنه فعلا جدير بهذه الثقة."
التعليقات
علِّق