قصة وسام الورفلي المهاجر التونسي الذي فضل الموت على ترحيله إلى تونس

قصة وسام الورفلي المهاجر التونسي الذي فضل الموت على ترحيله إلى تونس

اهتزت المدينة الجديدة بولاية بن عروس مساء امس الاربعاء 28 جويلية 2021 على وقع فاجعة وفاة أحد ابنائها في ظروف غامضة ومريبة في جزيرة بنتيلاريا بإيطاليا.
الضحية شاب ثلاثيني يدعى وسام الورفلي، هاجر مؤخرا بطريقة غير نظامية بحثا عن حياة جديدة وأمل جديد وطمعا في تحسين ظروفه المعيشية، مثله مثل الالاف من الشباب الذي هربوا في قوارب الموت من " جحيم" البطالة والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الخانقة في تونس ،قبل أن تقتل إطارات احدى الحافلات أحلامه. 
وبالرجوع إلى تفاصيل الوفاة ، أكد شهود عيان ان الضحية كان يقضي أيامه الاخيرة في احدى مراكز الاعتقال المخصصة للمهاجرين غير الشرعيين في جزيرة بنتيلاريا، ويوم الواقعة قامت الشرطة الايطالية بجمع عدد من التونسيين المهاجرين غير النظاميين  قصد تحويلهم الى مركز اعتقال اخر تمهيدا لترحيلهم الى تونس.
وأكد شهود عيان ان الضحية القى بنفسه من الحافلة خلال عملية الترحيل، لتدهسه العجلات ويرتطم رأسه على الأرض مما تسبب له في اصابات خطيرة.
ويظهر مقطع فيديو تحصلت عليه الحصري - ولكن نعتذر عن نشره لبشاعته - يظهر الضحية وهو يحرك يديه ويطلب النجدة والاسعاف قبل ان يلفظ أنفاسه الأخيرة، امام صمت مريب من الشرطة الايطالية التي لم تحرك ساكنا وظلت تراقب وسام من بعيد ودون ان تبادر بتقديم الاسعافات الأولية إليه . 

وأكد عادل شقيق الضحية للحصري أن العائلة قررت مقاضاة السلطات الايطالية لمعرفة ملابسات وحقيقة الوفاة، خاصة وانه تحصل على عديد الشهادات التي تؤكد تعرض شقيقه للمضايقات ولظروف غير إنسانية طيلة فترة اعتقاله.

وأوضح شقيق الضحية بان عملية الترحيل كانت قسرية ومخالفة للمعاهدات والمواثيق الدولية ، كما ان شقيقه كان لا ينوي البقاء في ايطاليا بل طلب منهم اخلاء سبيله ليغادر الى بلد اوروبي اخر وبالتالي فانه لم يكن يمثل اي خطر لا على الامن الايطالي ولا على الامن التونسي.

وبالاضافة الى ذلك يؤكد محدثنا بان الامن الايطالي تخاذل وتباطأ في اسعاف شقيقه وهي جريمة مكتملة المعالم وتستوجب التحقيق.

يذكر ان القنصلية التونسية بجنوة اتصلت بأقارب الفقيد وقدمت لهم التعازي واخبرتهم بانها ستسعى لنقل جثمانه في اقرب الآجال.

شكري الشيحي

التعليقات

علِّق