المخاطر الإقتصادية " محور الدرس الافتتاحي بمدرسة "بوليتكنيك انترناسيونال" بتونس

المخاطر الإقتصادية "  محور الدرس الافتتاحي  بمدرسة  "بوليتكنيك انترناسيونال"  بتونس


نظمت المدرسة الدولية الخاصة للتقنيات "بوليتكنيك انترناسيونال" بمقرها بضفاف البحيرة 1 الدرس الافتتاحي للسنة الجامعية الجديدة   بحضور أكاديميين وجامعيين وخبراء اقتصاد وعدد من طلبة الجامعة. وقال الصادق شعبان المدير العام لمجمع "الدولية للعلوم والفنون والتكنولوجيا بتونس" (ISAT)  إن عادة "الدرس الافتتاحي" أصبحت تقليدا هاما في الجامعة بفرعيها ( المدرسة الدولية للتقنيات Polytech international  والمدرسة الدولية للقانون والأعمالLBS) نظرا لما له من قيمة علمية بالنسبة للطلبة حيث يقع الاختيار كل سنة على محور اقتصادي هام يمثل إضافة كبرى لطالب الهندسة . وأضاف شعبان أن مهندس المستقبل الذي يتكون في الجامعة يجب أن يتخرج بصفة "المهندس المسير" ingénieur manager ولا يقتصر تكوينه على الجانب الأكاديمي فحسب بل يجب ان تكون لديه نظرة اقتصادية شاملة تهم أساسا تسيير المؤسسة.
ووقع الاختيار هذا العام على موضوع "اقتصاد المخاطر" l’économie des risques حيث ألقى الاستاذ الجامعي في الاقتصاد ووزير التنمية الاقتصادية سابقا عبد الرزاق الزواري محاضرة هامة في الغرض تناولت بالتحليل ظاهرة المخاطر التي تحف بالاقتصاد وبالفاعلين الاقتصاديين.
وقال الزواري إن هذا الموضوع كان محلّ اهتمام من علماء وخبراء الاقتصاد ومن الدول في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي بالنظر إلى ارتفاع حجم المخاطر الاقتصادية في تلك الفترة. وتواصل هذا الاهتمام الى حدود العشريتين الأخيرتين من القرن 20 لكن في بداية القرن 21 تراجع الاهتمام به باعتبار أن أغلب الدول أصبحت تعيش حالة من الاستقرار السياسي المتبوع باستقرار اقتصادي.
غير انه في السنوات الاخيرة عاد الحديث بقوة عن اقتصاد المخاطر بالنظر الى التقلبات العديدة التي أصبح يشهدها العالم و أصبحت تمثل مخاطر حقيقية. وبالنسبة لتونس فقد أصبحت معنية بشكل كبير بالظاهرة نظرا لما عاشته من تقلبات في الأعوام الاخيرة  وهذا ما يزيد من أهمية الموضوع وضرورة تناوله بالتحليل والدرس من قبل جميع المتدخلين في الشأن الاقتصادي.
وأكد وزير التنمية السابق ان المخاطر تنقسم إلى نوعين:   مخاطر "تقليدية" معروفة منذ القدم وهي المخاطر المالية التي تهم أساسا القطاع البنكي كمخاطر أسعار الصرف وأسعار السوق المالية والبورصة ومخاطر عدم استخلاص القروض من الحرفاء ومخاطر عدم توفر السيولة.. ثم مخاطر حديثة وهي المخاطر الاجتماعية التي لها علاقة بالتقلبات السياسية والدولية والإقليمية  التي أصبحت لافتة للانتباه في تونس . وقال الزواري ان التحكم في هذه المخاطر يكون في غالب الأحيان صعبا نظرا  إلى طابعها المفاجئ وتجاوزها أحيانا قدرات الفاعلين الإقتصاديين و من هنا يجب الانتباه إليها باستمرار من  قبل الدولة و المؤسسات  على حدّ سواء. 

التعليقات

علِّق