اختارت يوم الحزن بالذات : الجامعية رجاء بن سلامة تدعو التونسيين إلى الاحتفال بالحب و تبادل القبل في الأماكن العامّة !!!

اختارت يوم الحزن بالذات : الجامعية رجاء بن سلامة تدعو التونسيين إلى الاحتفال بالحب و تبادل القبل في الأماكن العامّة !!!

يوم أمس بالذات كان يوما حزينا في تونس بصفة عامة وفي سوسة بصفة خاصة إذ تم فيه دفن  ضحايا  انهيار تلك العمارة اللعينة  وسط حرقة  الأهل والأصدقاء  وتحسّر كل من تابع تفاصيل المأساة . وفي الوقت الذي كانت فيه الجراح تنزف  ألما  وحزنا كانت  إحدى المواطنات التونسيات  منشغلة  بالحب والقبل في الأماكن العامة  ودعت من خلال تدوينة  على صفحتها الخاصة التونسيين  والتونسيات   " الأحرار " إلى الاحتفال بالحب  وتبادل القبل في الأماكن العامة  نكاية في القضاء الذي ظنّت  ( جهلا أو عن قصد مبيّت ) أنه حكم على  ذلك المواطن الفرنسي الجزائري وصديقته التونسية  بالسجن بسبب " قبلة "  ألهبت وسائل التواصل الإجتماعي وجعلت هذه الجامعية وهي رجاء بن سلامة  تسقط في فخّ الإشاعات  والروايات المتداولة  وتحمل على القضاء والأمن  انطلاقا من معلومات خاطئة .
وحتى لا يذهب الظنّ بالبعض بعيدا نقول إن رجاء بن سلامة  ( وغيرها )  حرّة في كل ما تكتب وكل ما تقول ... وهي حرّة في أن تدعو الناس إلى الخروج حفاة عراة  إن شاءت . لكن يبدو أنها تتعمّد استفزاز مشاعر الكثير من التونسيين من خلال مواقفها ومن خلال ما تكتب . فالتوقيت الذي كتبت فيه ما كتبت كان توقيت حزن وخشوع على أرواح من سقطوا في كارثة سوسة . ولا نعتقد أن شخصا واحدا في هذه البلاد  ( بشرط أن يكون لديه قلب  وأحاسيس ومشاعر )  يختلف معنا في أن الذين قضوا في تلك الكارثة بشر من هذا البلد وأن الواجب  ( أقل واجب ممكن ) يقتضي أن نأسف لما حصل لهم وأن ندعو لهم بالرحمة . أما أن ندوس على كافة القيم الإنسانية  ( بدعوى التحرّر والحداثية )  وأن ندعو الناس في يوم مثل ذاك إلى الانعتاق والاحتفال بالحب وتبادل القبل في الأماكن العامة فإن ذلك  له معنى واحد وهو الإستهتار والإستفزاز . ولو أن هذا جاء من شخص  جاهل لهان الأمر . أما أن يأتي من جامعية  مؤتمنة على إحدى أهمّ مؤسسات الدولة  ( المكتبة العمومية )  وتعبّر بالضرورة عن موقف الدولة  فهذا يعتبر قمّة  " الجهل " والتحدّي  حتى لا نقول مثل  ما يقول البعض  إن رجاء بن سلامة  ولفيفا من أمثالها  لا  يتحركون  لوجه الله تعالى بل هناك برامج مسطّرة تحرّكهم ... وهناك أهداف يسعون إلى تحقيقها  مهما كان الثمن ... وبالطبع هناك ثمن ... يعلمه هؤلاء ... وتعلمه أطراف أخرى ... ونعلمه نحن أيضا .
وقبل أن نختم هل ترانا في حاجة إلى تذكير رجاء بن سلامة وغيرها بمواقفهم المتطرّفة  من كل ما يتعلّق بالدين والهوية   بالخصوص . وعلى سبيل المثال كتبت رجاء بن سلامة مؤخرا  فقالت : " 1664 مدرسة قرآنية  درس بها 47 ألف طفل ... إنه رقم مفزع ومهول ..." . وحتى لا نطيل النقاش معها في هذا الموضوع نكتفي فقط بما أجاب به أحدهم عن هذا الرأي المتطرّف إذ ذكّر هذه " الجامعية " بأن جامع الزيتونة وغيره من الكتاتيب  استقبلت مئات الآلاف من التونسيين الذين تعلّموا ونحتوا شخصياتهم  من خلال القرآن الكريم وإن تاريخ تونس لم يعطنا يوما  ولو إشارة واحدة على أن أماكن تحفيظ القرآن قد أنتجت  " داعشيا " واحدا  مثلما أرادت  رجاء بن سلامة أن تقول  وأن إنتاج الدواعش يأتي من خلال التصحير الفكري والديني والروحي الذي تسعى إليه هي وزمرتها  المعروفة .
ويبقى أن الأمر لا يجب أن ينتهي عند هذا الحدّ في ما كتبت  هذه " المثقفة " . فعلى الدولة أن تتخذ الموقف اللازم  ممّا قالت لأنها مثلما قلنا مديرة المكتبة الوطنية  التي تلعب دورا خطيرا لدى الناشئة والشباب ... وإذا كانت ربّة البيت بالطبل ضاربة فهل يمكن أن نلوم  الصبية على  " الرقص " ؟.
تدوينة بن سلامة
وحتى لا يقال إننا قد نكون ظلمناها  إليكم ما جاء على صفحتها إذ كتبت :

" ليسقط قضاء احتساب أنفاس النّاس!!
لا يزعجهم العنف، ويزعجهم الحبّ.
حتّى الفقهاء كانوا أكثر ذكاء وظرفا، لأنّهم أفتوا بأنّ القبلة من "اللّمم" واللّمم مباح.
أطالب بإلغاء كلّ القوانين الضّبابيّة التي يمكن أن تؤوّل في اتّجاه يعكس البؤس الأخلاقويّ أو الإخوانيّ ولا يعكس العدالة في دولة مدنيّة ديمقراطيّة.
أدعو التّونسيّين والتّونسيّات الأحرار إلى الاحتفال بالحبّ وإلى تبادل القبل في الأماكن العامّة ".
جمال المالكي

التعليقات

علِّق